...مذكرات د.كوثر © 2007-2018 جميع الحقوق محفوظة للكاتبة.لا يمكن نسخ أو استخدام أي من المحتوى بأي شكل بدون ذكر المصدر...

Saturday, November 3, 2007

مذكرات ~ 2


آه من وجع القلب، أصعب شيء على المرء أن يقال له توقّع أن تذهب في أية لحظة

وكأن هذا ما ينقصني، لا أريد أن أذهب قبل أن أعلّم هؤلاء الطلبة المساكين شيئًا ينتفعون به في حياتهم، كثيرًا ما أشعر أنهم إما لا يشعرون بالحياة الواقعية، أو أنهم يتوقعون ما سيحدث ويكتئبون لذلك مقدّمًا !

لا أريد أن...آه...دعني من هذا الهراء الآن، فإنه لن يُجدي..

سأحكي اليوم قصّة رومنسية تعود بي لأيام الشباب والصّبا، لا أودّ التفكير سوى في تلك الأيام، ولا أن أسترجع سوى ذلك العهد..

لم أخبركم أنّي كنت معجبة كبيرة بأحد الدكاترة الذين يدرسونني، أسلوبه في الشرح كان معجزًا، كنتُ أجلس أمامه كطالبة، وطفلة مستعدة لتقبّل كل ما يقول بترحاب ونهم تامّين..حركاته كانت متّزنة، شكله متجانس، وهكذا هي بداية الحبّ دومًا، أليس كذلك؟
أحمد الله أن شيئًا لم يظهر عليّ، فقد كنت أهتمّ بجميع دروسي لا أحابي أحدها عن الأخرى، فلم يلاحظ أحدٌ شيئًا..
لكن؛ من قال أن القلب لا يحابي ؟
تسألون عن نهاية هذا الحبّ ؟ لا تتعجّلوا، فأحداث سنوات لا تختصر في سطور ! مهما قيل، فلن يكون حديثي كما حياتي وقتها..
أنهيتُ البكالوريوس وحبّي كشجرة لم ترَ الضوء بعد، ولم يدر هو ولا غيره بما أشعر، أم أنه اكتشف ؟

لا أدري، لم أكن أدري بالأحرى..
حتى حضّرت للماجستير..!

كان 'هو' المشرف المباشر على رسالتي، وبحكم ذلك، كنتُ أتردد إلى مكتبه كثيرًا، أسأله ويجيبني، أراجع معه نقاطًا أساسيّة وأستفسره عمّا يغلق عليّ فهمه..

كنتُ سعيدة جدًا، من أجمل فترات حياتي فترة تحضيري للماجستير، كنتُ مرتبكة أيضًا، ربما فضحتني ملامحي أمامه عدّة مرّات..
لكنني، وقبيل مناقشتي للرسالة، عرفتُ شيئًا أسعدني؛

وأسكرني..

**إنه أيضًا يحبّني**

في البدء لم أرد أن أصدّق ما أشعر به، من قال أن هناك تواصل خفيّ بين المحبين؟ هو صادق تمامًا، شعرت باهتمامه، حاولتُ التجاهل، شعرت بأكثر من مجرّد اهتمام بطالبة متفوقة، عجزت عن تجاهل ذلك، إلى أن أتى يوم المناقشة..

كنتُ معه في المكتب أراجع معه إثباتًا نظريًا، شعرت أنه سعيد أكثر مني ! قال لي: ألف مبروك يا كوثر، إن شاء الله حتاخديها بتقدير حلو، شكرته بصوت خافت أمام نظرته التي اخترقت قلبي وخفضت بصري لأهدئ من روعي، فإذا به يكمل: عقبال الدكتوراة يا حبيبتي !

!!!!!!!!!!!

أنا لستُ في الواقع ؟ كلا، أنا من قرّاء الأدب عمومًا، أين تكرر هذا المشهد من قبل؟ يا إلهي ! هل أتظاهر أنني لم أسمع؟ لابد أن درجة حرارة وجهي الآن تفوق الغليان !

رفعتُ إليه بصري،ظللت أنظر إليه ولم أتفوه بكلمة..

أي الكلام يضفي معاني مقارنة برفرفة المشاعر حولك؟ ربما ابتسمتُ وقتها ابتسامة، ربما تمتمتُ بعبارات ما..كل ما أذكره أنني في غرفة المعيدين كنت أتصبب حبّا، وتوتّرًا، تبقّت عدة ساعات فقط على المناقشة، ومرّت توًا مناقشة أخرى على صعيد أكثر أهميّة وقربًا، لكن لا بد من الاستعداد، لابد أن يرى طالبته النجيبة متميّزة، يرى حبيبته متميّزة..
فتحتُ الورق لأراجع ما سأقول؛

ولم أرَ أمامي سوى صورته..
***
ما هذا ؟
انتفضتُ في مكاني غضبًا، لم أخبركم أني امتحنتُ طلبتي هذا الأسبوع ؟ الآن أنا مع أوراق الطلبة التي أخرجتني من ذكرياتي الجميلة، لا يمكن أن يكون طلبة محترمين بهذا الشكل ! وفي قسم الرياضة أيضا..
أحد الأوراق لايعرف صاحبها إجراء التكامل المحدد .. والآخر ، يوجد قانون جديد هنا، يبدو أن الجيل الجديد صاعد بحق !! في سلّم الجهل!
يفضّل أن أقوم الآن لآخذ حبّة للضغط، وأكمل جميل ذكرياتي بعيدًا عن الواقع
***
**
*
د.كوثر
أوائل نوفمبر2007

No comments: